الشرطة و المجتمع شركاء  ! 

الشرطة و المجتمع شركاء  ! 
الشرطة و المجتمع شركاء  ! 

بقلم العقيد / انيس محمد قاسم الشميري 

نائب مدير عام شرطة محافظة تعز

يعتبر الأمن حاجة أساسية للأفراد ،كما هو ضرورة من ضرورات بناء و تطور المجتمع و صمام أمان لبقائه، ومع ذلك نجد أن بعض أفراد المجتمع لازال يأخذ فكرة خاطئة عن بعض المؤسسات الأمنية - وخاصة الشرطة - على أنها أداة قمع وإرهاب للمجتمع، و أصبحت هذه الفكرة تتوارثها الأجيال، فتسببت بشكل كبير في توسيع الهوة و تعميقها بين أفراد المجتمع و مختلف المؤسسات الأمنية و على رأسها مؤسسة الشرطة .

وهناك من يرى أن طبيعة وظيفة جهاز الشرطة في الدول المتقدمة تتمثل في منع الجريمة والوقاية منها، أما في الدول النامية فهي أداة للتغير الاجتماعي والتنمية، وهذا ما يجعل مجالات الاحتكاك أكثر، و بالتالي تزداد العلاقات مع المواطنين تعكيراً .

فمن وظيفة الشرطة التقليدية وواجبها هي منع الجريمة، واكتشافها، والقبض على مرتكبيها ، و تنفيذ العقوبة الصادرة بحقهم، و المحافظة على الأمن العام و الآداب . 

وعليه فإذا كانت مسألة تحقيق الأمن والعمل على استتبابه تقع في الأساس على عاتق جهاز الشرطة بالدرجة الأولى كمؤسسة أمنية في المجتمع على اعتبار أنه وظيفتها الأساسية ، فإن توفير الأمن يبقى مسؤولية كافة الأجهزة والمؤسسات الحكومية وكل أفراد المجتمع، لذلك من الضروري وجود علاقة قوية و متينة بين المؤسسة الأمنية والمجتمع لمنع الانحراف والجريمة والمشاركة سوياً في مكافحتها.

إن كثيراً من المواطنين يشككون في مصداقية الشرطة ولا يثقون بها وغيرها من الامور , والسبب في ذلك هو سوء الفهم لديهم ونقص المعلومات الحقيقية والكافية لديهم , فكلما زادت معرفة المواطنين بافراد الشرطة وأهدافها التي تسعى الى تحقيقها كلما زادت الثقة والاحترام والمصداقية وبالتالي تتحول من تشكيك وعدم ثقة الى تعاون وايجابية .

 إن جوهر الوظيفة الأمنية للشرطة خدمة المواطن كما أن الشعور بالمسؤولية والوعي بأهمية دور المواطن في استقرار المجتمع هما الخطوة الهامة المتصلة بالعمل الأمني لسلامة المجتمع، فعلى المواطن دور كبير وهام في دعم ومساندة جهود الدولة ورجال الأمن للوقوف جنباً إلى جنب مع الذين ضحوا بأنفسهم وأرواحهم فداء لهذا الوطن و عليه فإن قمة نجاح هذا التعاون تكون بتخطي هذه المعوقات  .

أن المواطن يستطيع أن يسهم في تحقيق أهداف الشرطة في جعل المجتمع آمن ومستقر وخالي من أي نوع من أنواع الجريمة ، وتكون من خلال عدة أمور وهي :

أولا : اطاعة المواطنين للقوانين . 

فكلما زادات نسبة المواطنين الملتزمين في احترام القوانين والأنظمة كلما ساعد رجال الشرطة ووفر لهم الوقت والجهد والتكاليف , وبالتالي يساعدهم هذا الأمر من التمكن من السيطرة على من هم خارجون عن القانون , وبالتالي اتخاذ الاجراءات الكفيلة بردعهم وتخليص المجتمع من جرائمهم فينجح رجال الشرطة من القليل والحد من حجم الجريمة .

ثانيا : اتخاذ الاجراءات الكفيلة لمنع وقوع الجريمة .

ومنع الجريمة ليست من مسؤولية الشرطة وحدهم وإنما يجب أن يشارك المواطنين فيها , بسبب أن المواطن يجب أن يكون محتاطا لحماية نفسه وماله وعرضه من المجرمين , ولعله من أهم الاجراءات التي يمكن للمواطنين أن يتخذوها لمنع خطر الجريمة عن أموالهم وأنفسهم وأولادهم هو الانتباه لحيل النصابين والمشعوذيين , وتربية الأبناء تربية سليمة وعدم الاعتداء على الاخرين , حتى لا تكون هناك فتنة تؤدي الى ارتكاب الجريمة .

ثالثا : التبليغ عن الجرائم .

ويجب على المواطنين المبادرة في التبليغ عن الجرائم سواء وقعت الجريمة أو لم تقع وسواء كانوا هم المجني عليهم أو غيرهم , والتبليغ عن الجريمة واجب على كل مواطن , ولكن يجب أن لا يكون التبليغ كاذبا أو رغبة في التضليل أو وسيلة لاشباع أحقاد شخصية , لأن في مثل هذا التبليغ يترتب عليه اضرار وأخطار كثيرة .

رابعا : التقدم للشهادة .

إن التقدم للشهادة يساعد رجال الشرطة على ضبط الجريمة والتوصل الى معرفة مرتكبيها وتقديمهم للمحاكمة .

ويجب على المواطنين عدم كتمان الشهادة والتقدم للشهادة من غير تردد , حيث ان عدم التقدم للشهادة او كتمان الشهادة بسبب الخوف او الرهبة او عدم المبالاة وغيرها يؤدي الى ضياع الكثير من الجرائم وعدم تحقيق العدالة , او قد يؤدي ذلك الى تبرئة المجرم ومعاقبة البرئ .

ويجب على المواطنين ان يدركوا اهمية الشهادة التي تلعب دور مهم في تحقيق اهداف الشرطة .

خامسا : المحافظة على مسرح الجريمة .

 يأتي دور المواطن بمساعدة رجال الشرطة  من خلال المحافظة على مسرح الجريمة كما هو حتى يصلوا رجال الشرطة اليه , ومن خلال منع أي شخص من الاقتراب اليه او العبث فيه , وتنبه الآخرين الى ضرورة الاحتفاظ بهذا المسرح دون تغيير أو تعديل .

سادسا : المساعدة في القبض على الجاني .

فاذا وقع امام مواطن ما جرم مشهود سواء اعتداء على الأموال أو الأنفس وصادف أنه لا يوجد شرطة في تلك اللحظة ويستطيع بامكانياته الجسدية والعقلية القاء القبض عليه فيجب عليه الاسراع الى الامساك بهذا الجاني وتسليمه الى رجال الشرطة مع الادلاء بشهادته بما حصل .

وفي النهاية فان من اهم القضايا التي يجب أن تدرس وتعطى الأولوية في مجتمعنا أن للمواطنين دور مهم وايجابي في تحقيق أهداف الشرطة المتمثلة في اقرار النظام والامن العام , وأن هناك عدة مجالات يمكن أن يسهموا من خلالها في حماية المجتمع من شرور الجريمة والمجرمين كما اشرنا سابقا .

واخيرا فان دور المواطن لا يقل أهمية عن دور رجل الشرطة في تحقيق اهداف الامن , ولكن لن يؤدي المواطن دوره المناسب الا اذا كانت علاقته جيدة مع رجل الشرطة , ويؤمن باهمية هذه العلاقة .

عقيد / 

أنيس الشميري 

* نائب مدير عام شرطة تعز

# أمنكم مسؤليتنا

 

لاتنسى مشاركة: الشرطة و المجتمع شركاء  !  على الشبكات الاجتماعية.